للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من التمر، وهذه عبارته في "كتاب النبات": قال بعض الرواة: الصرفان من أرزن التمر، قال: وكذلك قال الشاعر:

ما للجمال مشيها .. إلى آخره.

والبارد: الذي ذهبت رطوبته وماؤه وحصل جامده، واخبرني بعض العرب قال: الصرفانة: تمر حمراء نحو البرنية إلا أنها صلبة المضغة علكة، وهي ارزن التمر كله، يعده ذوو العيالات وذوو العبيد والأجراء لجزاءته وعظم موقعه، والناس يدخرونه، ومن أمثالهم: "صرفانة ربعية تصرم بالصيف، وتؤكل بالشتية"، وأخبرني النوشانجي قال: الصرفان هي الصيحانية بالحجاز نختها كنخلتها. انتهى كلامه.

وقد ساق الجاحظ قصة ازباء: اسمها هند، ومكت اشام بعد عمها الضيون، وكانت جذيمة الابرش قتل عمها، فبعث إيها جزيمة يخطبها، فكتبت إليه تأمره بالقدوم إيها لتزوجه نفسها، فاستشار نصحاءه، وقالوا: أيها الملك إن تزوجت بها جمعت ملك الشام إلى ملكك بالحيرة، فاستخلف عند ذلك ابن اخته عمرو بن عدي، وسار في الف فارس من خاصته، فما انتهى إلى مكان يسمى بقة وهو حد مملكتها ومملكته، نز في ذلك المكان، واستشار أصحابه ايضا في المصير إيها أو الانصراف، فزينوا له الإلمام بها، وقالوا: إنك إن انصرفت من هاهنا حملوه على جبن ووهن، فدنا منه قصير، وهو مولى له، فقال له: أيها الملك لا تقبل مشورة هؤلاء وانصرف إلى ملكك حتى يتبين لك أمرها، فإنها امرأة موتورة، ومن شأن النساء الغدر، فلم يحفل بقوله، ومضى حتى أقتحم مملكتها، فقال له قصير: ببقة صرم الأمر، ثم أرسلها مثلا، فلما بلغ المرأة قدومه عليها، أمرت جنودها، فاستقبلوا الملك، فقال له قصير: أيها الملك إن جنودها لم يرتجلوا لك كما يترجل للملوك، ولست آمن عليك، فاركب العصا، فانج بنفسك، والعصا كانت فرسا لجذيمة لا يشق غبارها، فلم يعبأ جذيمة بقوله، وسار حتى دخل المدينة، وأمرت هند الزباء بأصحابه أن

<<  <  ج: ص:  >  >>