للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد مريتكم لو أن درتكم ... يوما يجئ بها مستحي وإبساسي

وقد مدحتكم عمدا لأرشدكم ... كيما يكون لكم متحي وأمراسي

فما ملكت بأن كانت نفوسكم ... كفارك كرهت ثوبي وإلباسي

حتى إذا ما بدا لي غيب أنفسكم ... ولم يكن لجراحي فيكم آسي

أزمعت يأسا مبينا من زوالكم ... .. البيت

ما كان ذنب بغيض أن أري رجلا ... ذا فاقه عاش في مستو عر شاس

جارا لقوم أطالوا هون منزله ... وغادروه مقيما بين أرماس

ملوا قراه وهرته كلابهم ... وجرحوه بأنياب وأضراس

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

قد ناضلوك فسلوا من كنانتهم ... مجدا تليدا ونبلا غير أنكاس

وهذا آخر القصيدة وتركنا منها ثلاثة أبيات.

قوله: والله ما معشر لاموا الى آخره، الجنب بضم الجيم والنون: الغريب، يقول: من لامني علي مدح بغيض الى آخره، قال شارح ديوانه: يقول: احتملوا فتركوه، فجاء آخر الناس، ولا أبالكم: كلمة تستحسنها العرب فلا أب لك مدح، ولا أم لك ذم، والبائس: الشديد الفقر، ويحدو: يسوق بعيره، يقول: أصابت الناس سنة شديدة، وكان الحطيئة فيمن انحدر مع الناس، فلم يكن به من القوة أن يكون أول الناس.

وقوله: لقد مريتكم الى آخره، مريتكم: طلبت ما عندكم، وأصله من مريت الناقة، وهو أن تمسح ضرعها لتدر، والإبساس: صوت تسكن به الناقة عند الحلب، يقال: بس بس.

<<  <  ج: ص:  >  >>