قال: إن كون المسند غليه نكرة , والمسند معرفة , سواء قلنا: يمتنع عقلا , أو يصح عقلا , ليس في كلام العرب، وأما ما جاء من نحو قوله:
ولا يك موقف منك الوداعا
وقوله: يكون مزاجها عسل وماء
وبين الكتاب:
أظبي كان أمك أم حمار
فمحول على المنوال: عرضت الناقة على الحوض , واصل الاستعمال: ولا يك موقفا منك الوداع , ويكون مزاجها عسلا وماء , وأظبيا كان امك ام حمار ا، ولا تظن بيت الكتاب خارجا عما نحن فيه هابا إلى أن اسم كان هو الضمير، والضمير معرفة، فليس المراد كان أمك، وإنما المراد ظبي , بناء على أن ارتفاعه بالفعل المفسر لا بالابتداء , ولذلك قدرنا الأصل على ما ترى. انتهى.
واختار السعد في " المطول " هذا الاخير, قال: قيل: إنه قلب من جهة اللفظ بناء على ان ظبي مرفوع بكان امقدرة , والحق أن ظبي مبتدأ , وكان أمك خبره , فحينئذ لا قلب فيه من جهة اللفظ , لأنه اسم كان ضمير , والضمير معرفة , نعم فيه قلب من جهة المعنى، لان المخبر عنه في الاصل هو الأم. انتهى. ويشهد للقلب ما رواه ابن خلف في " شرح شواهد سيبويه " قال: وقد ينشد:
أظبيا كان أمك حمار
على أنه جعل اسم كان معرفة وخبرها نكرة , فهذا جيد إلا أنه كان يجب أن ينصب حمارا , لأنه معطوف على ظبي فيجوز رفعه على إضمار مبتدأ.