والبيت من قصيدة للنابغة الجعدي هجا بها الأخطل وبني سعد بن زبد مناة، ومدح كعب بن جعيل: ومنها:
وظل لنسوة النعمان منا ... على سفوان بوم أروناني
فأعتقنا حليلته وجئنا ... لما قد كان جمع من هجان
وسفوان بالتحريك: موضع، وأرواني: شديد، فإن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير غزا بقومه حتى بلغ البحر، فأغار على إبل النعمان وماله وهو بكاظمة، فأخذ عصافير النعمان وهي إبله المختارة، وزوجته المتجردة، فرد المتجردة عليه، واستأثر بالهجائن، إلى أن قال:
ألا زعمت بنو سعد بأني ... ألا كذبوا كبير السن فاني
فإن تحرص على كبر فإني ... من الفتيان أيام الخنان
مضت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجتان
فأبقى الدهر والأيام مني ... كما أبقى من السيف اليمان
تحسر وهو مأثور جراز ... إذا جمعت بقائمه اليدان
مضى عصر ولا يشرى بشيء ... وإن سيقت به مائة الهجان
ألا أبلغ بني جشم رسولاً ... أحقاً أن أخطلكم هجاني
فلولا أن تغلب رهط أمي ... وكعب وهو مني ذو مكان
تراجمنا بصدر القول حتى ... نصير كأننا فرسا رهان
وقوله:"ألا كذبوا" جملة معترضة بين اسم إن وخبرها، والخنان بضم الخاء المعجمة بعدها نون، قال صاحب "الأغاني": سئل محمد بن حبيب عن أيام الخنان، ما هي: فقال: وقعة لهم، فقال قائل منهم وقد لقوا عدوهم خننوهم