نقل هذه الحكاية ياقوت الحموي في ترجمة أبي العباس أحمد بن يحيى بن سيار الشهير بثعلب إمام الكوفيين من كتابه «معجم الأدباء» قال: قرأت بخط ابن أبي سالم الحسن بن علي قال: نقلت من خط الحسن بن علي بن مقلة, قال أبو العباس أحمد بن يحيى: ابتدأت النظر في العربية والشعر واللغة في سنة ست عشرة, ومولدي في سنة مائتين في السنة الثانية من خلاف المأمون, وحذفت العربية, وحفظت كتب الفن كلها حتى لم ييذ عني حرف منها, ولي خمس وعشرون سنة, وكنت أعنى بالنحو أكثر من عنايتي بغيره, فلما أتقنته أكببت على الشعر والمعاني والغريب, ولزمت أبا عبد الله ابن الأعرابي بضع عشرة سنة, إلى أن قال: وقال أبو العباس: كنت أسير إلى الرياشي لأسمع عنه, وكان تقي العلم, فقال لي يومًا وقد فرئ عليه:
ما تنقم الحرب العوان مني .. الأبيات الثلاثة
كيف تقول: بازل أو بازل أو بازل؟ فقلت: أتقول لي هذا في العربية إنما أقصدك لغير هذا! قال: يروى بازل بالرفع على الائتناف, وبازل بالخفض على الإتباع, وبازل بالنصب على الحال, فاستحيى وأمسك. انتهى.
ومنها يعلم أن المصنف نقل هذا الكلام بالمعنى, فأخل بقوله: إنما أصير إليك لهذه المقطعات والخرافات والمنقول, إنما هو قوله: إنما أقصدك لغير هذا, يعني: لأخذ شعر العرب ولغاتها وأيامها.
ومات ثعلب لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين, في خلافة المكتفي بن المعتضد, وقد بلغ تسعين سنة وأشهرًا, كذا قال ياقوت.
والرياشي: قال السيرافي: هو أبو الفضل عباس بن الفرج مولى محمد بن