للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان بن علي الهاشمي, ورياش رجل من جذام, كان أبو عباس عبدًا له, فبقي نسبه إليه, وكان عالمًا باللغة والشعر, كثير الرواية عن الأصمعي, وروى أيضًا عن غيره, وقد أخذ عنه المبرد وابن دريد. مات سنة سبع وخمسين ومائتين بالبصرة, قتله الزنج, كذا في «تحفة الأديب في نحاة مغني اللبيب» للإمام السيوطي ومن خطه نقلت. وهذه الأبيات الثلاثة أوردها ابن هشام في غزوة بدر الكبرى من «السيرة» عن ابن إسحق لأبي جهل لعنه الله تعالى, قال: وأقبل أبو جهل يؤمئذ يرتجز وهو يقاتل, قال ويقول:

ما تنقم الحرب العوان مني .. الأبيات الثلاثة

وروى ابن هشام بسنده إلى ابن عباس, وعبد الله بن أبي بكر أنهما قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سلمة: جعلت أبا جهل من شأني, فصمدت نحوه, فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة أظنت قدمه بنصف ساقه, وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي, فتعلقت بجلدة من جنبي, وأجهضني القتال عنه, فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي, فلما آذنتي وضعت عليها قدمي, ثم تمطيت بها عليها حتىطرحتها. قال ابن إسحق: ثم عاش بعد ذلك حتى كان زمن عثمان, ثم مر بأبي جهلو وهو عقير, معوذ بن عفراء, فضربه حتى أثبته, فتركه وبه رمق, وقاتل معوذ حتى قتل, فمر عبد الله بن مسعود بأبي جهل حين أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يلتمس في القتلى, قال عبد الله بن مسعود: فوجدته بآخر رمق فعرفته, فوضعت رجلي على عنقه, ثم قتلت له: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وبماذا أخزاني, أعار على رجل قتلتموه؟ ! أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قلت: لله ولرسوله. قال: ثم احترزت رأسه, ثم جئت به رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>