مانصه: ابتدأ رؤبة بالواو، والابتداء بها كثير في الرجز، فأما القصائد من غير الجز، فلا يكثر ابتداؤها بالواو، إلا أنهم ربما جاؤوا به كما قال أبو دواد الإيادي:
وقد أغتدي في بياض الصباح ... وأعجاز ليل مولي الذنب
ولو حذف الواو، لجاز، وكان ذلك خرما، وقال أيضا:
وكل حصن وإن طالت سلامته ... يوما ستدخله النكراء والحوب
وقد رواه بعض الناس بحذف الواو، وذلك لا يجوز في رأي الخليل، لأن الخرم لا يجوز عنده في هذا الوزن، وقال أبو زبيد الطائي:
ولقد مت غير أني حي يوم ولت بودها الخنساء
فابتدأ بالواو، وحذفها قبيح، ولم يروه أحد، وهذا البيت في ديوان الأسود بن يعفر:
وخالد يحمد ساداتنا ... بالحق لا يحمد بالباطل
والبيت الأول قصيدة، وقد روي بحذف الواو، وذلك غير جائز عند الخليل، ويستشهدون بهذا البيت لأن خالدا مرفوع كأنه لما ابتدئ به، حمل على الابتداء، وإرادة الهاء، كأنه قال: خالد يحمده ساداتنا. انتهى كلام المعري.