للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يجوز أن تكون " ما " هنا موصولة، لأنه ينكر أن يحذف الموصول، وتبقى صلته، وهذا ليس جائزا، إنما الجائز حذف الموصول وإقامة صفته مقامه، وعليه بيت حسان: " أمن يهجو ... البيت "، أى: فواحد يهجو رسول الله، وآخر يمدحه وينصره سواء! ولا تكون " من " هنا موصولة، لأنه يلزم منه أن يكون تقديره: الذى يهجو رسول الله، والذى يمدحه وينصره سواء، أى: يلزم من هذا حذف الموصول وتبقيه صلته، وهذا فاسد. انتهى كلامه

وقوله: وإنما الجائز حذف الموصوف، ممنوع إذ لا يجوز حذفه مطلقا إنما يجوز إذا كان الوصف مفردا، أو يكون هو بعضا من مجرور بـ " من " أو " في "، وأما إذا كانت صفته كما هنا جملة، فلا يجوز حذفه، وكأنه أراد أنه جائز في الشعر للضرورة، قال صاحب "الكشاف" و"البيضاوى" عند قوله تعالى: (وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء)] العنكبوت / ٢٢ [إن فررتم من قضائه بالبرارى في الأرض، أو الهبوط في مهاويها، والتحصن في السماء أو القلاع الذاهبة فيها، وقيل: ولا من في السماء كقول حسان:

أمن يهجو رسول الله ... البيت (٣)

وحمل خدمة هذين التفسيرين " من " المحذوفة في الآية على أنها موصولة كالتي في البيت، ولم يذكر أحد منهم جواز كونها نكرة موصوفة بتقدير: ولا أحد في السماء، وهو ابلغ لوقوعه في سياق النفي

أل الطيبى: فالموصول المحذوف عطف على أنتم، وقوله: أمن يهجو، أى: ومن يمدحه، وقيل: لوم لم تقدر "من "، لكان يمدحه عطفا على يهجو، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>