للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داخلا في حيز الصلة، فكان الهاجى والمادح شخصا واحدا، وفسد المعنى، ولا يصح قوله: سواء. انتهى

أقول: هذا لا يعين كون " من " المحذوفة موصولة، ويصح أن يكون دليلا لكونها نكرة موصوفة، وقال صاحب "الكشف" في تقدير "من" يقتضى التعدد، كأنه قيل الجماعتان التي هجت منكم، والتي مدحت من غيركم سواء، أو الاثنان الذى هجا منكطم، والذى مدح من غيركم إن خص بحسان وأبى سفيان.

انتهى.

وأفاد الجواليقى كون الهاجى والمادح من المشركين، وروى البيت: " فمن يهجو رسول الله " بالفاء موضع همزة الاستفهام، وقال في تقرير معناه: يقول: هجوكم لا ينقصه كما أن مدحكم لا يرفعه

والبيت من قصيدة لحسان بن ثابت أورده ابن هشام في " السيرة" وقال: قالها حسان قبل يوم فتح مكة، وهذه أبيات منها:

ألا أبلغ أبا سفيان عنى ... مغلغلة فقد برح الخفاء

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء

فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

فإن أبى ووالده وعرضى ... لعرض محمد منكم وقاء

قال الجواليقى: يعنى أبا سفيان بن الحارث] بن عبد المطلب [، وكان يألف النبى صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فلما بعث عاداه، وهجاه، ثم أسلم عام الفتح، وشهد حنينا. والمغلغلة: الرسالة تحمل من بلد إلى بلد، وبرح الخفاء:

<<  <  ج: ص:  >  >>