للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكحذف المؤكد لما فيه من تناقض المطلب. ألا ترى أن التوكيد من مقام الإسهاب والإطناب، والحذف من مظان الاختصار والإيجاز، وهما كما ترى ضدان! ورأيت أبا على وقتا ما آنسا بحذف خبر كان، ولم أره راجعه ولا أكثر في كلامه، وفيه عندى ما ذكرته لك، فتفهمه، فإنه لا يجوز في القياس غيره. انتهى كلام ابن جني.

والبيت أول أبيات أوردها أبو تمام في باب المراثى للتيمى رثى بها منصور بن زياد وبعده:

أما القبور فإنهن أوانس ... بجوار قبرك والديار قبور

عمت فواضله فعم مصابه ... فالناس فيه كلهم مأجور

يثنى عليك لسان من لم توله خيرا لأنك بالثناء جدير

ردت صنائعها إليه حياته ... فكأنه من نشرها منشور

والناس مأتمهم عليه واحد في كل دار رنة وزفير

عجبا لأربع أذرع في خمسة ... في جوفها جبل أشم كبير

قال التبريزى: لهفي: مبتدأ، وهو لهف مض ١ اف إلى ضمير النفس، ففر من الكسرة وبعدها ياء إلى الفتحة فانقلبت ألفا، ولو رويت: لهفي عليك لجاز ويكون جاريا على أصله، وعليك في موضع الخبر، واللام من " للهفة " متعلقة بما دل عليه لهفي، وقوله: حين ليس مجير، ظرف ليبغى، ويبغى في موضع صفة لخائف، وخبر " ليس " محذوف، كأنه قيل: حين ليس مجير في الدنيا، أو ينعشه، وما أشبه ذلك، وأضاف حين إلى " ليس"، فبناه، لأن المضاف غير متمكن، فأكسب البناء من جهته، فالفتحة في حين فتحة بناء، ولا يمنع أن تكون فتحة إعراب، كأنه أجرى " حين" على سلامته، ولم يعتد بالإضافة فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>