للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأى منظراً منها بوادي تبالة ... فظل عليه الزاد كالمقر أو أمر

وكان لها جاران قابوس منهما ... حذار أو لم أسترعها الشمس والقمر

وعمرو بن هند كان ممن أجارها ... وبعض الجوار المستغاث به غرر

فمن كان ذا جار يخاف جواره ... فجاراي أوفى ذمة وهما أبر

سأحلب عنساً صحن سم فأبتغي ... به جيرتي حتى يجلوا لي الخمر

رأيت القوافي يتلجن موالجاً ... تضايق عنها أن تولجها الإبر

أعمر بن هند ما ترى رأي صرمة ... لها سبب ترعى به الماء والشجر

وسبب هذه الأبيات ما رواه ابن السكيت في شرح ديوان طرفة أن ملك العرب عمرو بن هند اللخمي كان خرج عليه أخوه عمرو بن أمامة، وكان طرفة في جيشه، فحقد عليه عمرو بن هند، فبعث إلى إبل طرفة التي كانت في جوار قابوس بن عمرو ابن قيس، فأخذها، فقالت طرفة هذه الأبيات.

والحمولة: الإبل التي يحمل عليها، والجد، بضم الجيم: البئر البعيدة من الكلا، وقوله: لدينك: لأهل طاعتك، أي: نحن في طاعتك ومضر في طاعتك، فما بالنا أغير علينا. انتهى، وكذا قال أبو عمرو الشيباني، وزاد قوله: معبد: أخو طرفة.

وقوله: رأى منظراً .. البيت، قال ابن السكيت، أي: رأى معبد من إبله قد أغير عليها، فظل عليه الطعام كالمقر لما في نفسه منها. انتهى. والمقر بفتح الميم: الصبر المر.

وقوله: ولم أسترعها الشمس والقمر، قال ابن السكيت: قد استوثقت بهما ولم أتركها في جوار الشمس والقمر وأتكل عليهما فيها. انتهى. وقال الشيباني:

<<  <  ج: ص:  >  >>