لعمري لقد أنكرت نفسي ووابني ... مع الشيب أبدالي التي أتبدل
فضول أراها في أديمي بعدما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل
كأن محطاً في يدي حارثية .. صناع علت مني به الجلد من عل
دعاني العذارى عمهن وخلتني ... لي اسم فلا أدعى به وهو أول
وقولي إذا ما أطلقوا عن بعيرهم .. البيت
فيحضي قريباً غير ذاهب غربة ... وأرسل أيماني ولا أتحلل
وظلعي ولم أكسر وإن ظعينتي ... تلف بنيها في الدثار وأعزل
وكنت صفي النفس لا أستزيدها ... فقد كدت من إقصاء جنبي أذهل
ويطوي عن الداعي فلست بآخذ ... إليه سلاحي مثل ما كانت أفعل
تدارك ما قبل الشباب وبعده ... حوادث أيام تمر وأغفل
يود الفتى طول السلامة والبقا ... فكيف ترى طول السلامة يفعل
يود الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل
قال أبو حاتم في كتاب "المعمرين": عاش النمر بن تولب مائتي سنة حتى أنكر بعض عقلة، فقال في ذلك هذه الأبيات، والريب: الشك، يقال: رابني فلان: إذا رأيت ما يريبك وتكرهه، وأبداله: هي الشيب بعد الشباب، والضعف بعد القوة، والهزال بعد السمن، والقسم بعد الصحة.
وقوله: فضول أراها، أي: أبدال فضول، يقول: إن جلدي وأديمي