كان ممتلئاً لحماً، فذهب اللحم، وتقدد الجلد، والمفضل عليه محذوف، أي: أو هو أجمل من الكفاف، والكفاف بالكسر: ما يكف عن طلب الزيادة.
وقوله: كأن محطاً .. إلخ، وصف بدنه في أيام شبابه في الحسن واللين والنعومة، والمحط بكسر الميم وفتح الحاء المهملة: حديدة يصقل بها الجلد ليلين ويحسن، يقول: كان جلدي وأنا شاب كأنه مصقول لامتلائه باللحم والشحم، وكان النساء الحارثيات يجدن الصقل، ولذا خصها بالذكر. والصناع بفتح الصاد، يقال: امرأة صناع اليدين حاذقة، أي: ماهرة بعمل اليدين، ورجل صنيع اليدين وصنع اليدين، بكسر فسكون، وصنع اليدين، بفتحتين، أي: حاذق ماهر، ومن عل، أي: ومن فوق جلدي، فحذف المضاف إليه، وبني المضاف على الضم.
وقوله: دعاني العذارى .. إلخ، أي: الأبكار، ويروى:"الغواني" جمع غانية، وهي التي استغنت بحسنها عن الزينة، وهذا على منوال ما حكى سيبويه عن بعض العرب:"قال فلانة" بدون تأنيث الفعل، مع أنه مسند إلى حقيقي التأنيث، والدعاء هنا بمعنى التسمية، ولهذا تعدى إلى مفعولين، أحدهما الياء، والثاني عمهن، وهذا ما أنكره ثانياً، يعني: وأنكرت أيضاً دعاء العذارى إياي عمهن، وتركهن اسمي الذي كنت أدعى به وأنا شاب، وروى أبو حاتم في كتاب "المعمرين":
وتسميتي شيخاً وقد كان قبله
وروى أبو علي "دعاء العذارى" فيكون منصوباً بأنكرت مقدراً، أو بتقدير واو العطف بدليل ما بعده، ويكون المفعول الأول أيضاً محذوفاً كما قدرناه. وهذا البيت استشهد به في "شروح الألفية" على أن "خال" فيه بمعنى تيقن، والمعنى: