وذلك أنه أغار على حجر بن الحارث آكل المرار على عهد بهرام جور، فاستاق ماله وأهله وامرأته هند الهنود، فلما بلغه الخبر وكان غازياً، تتبع ابن مندلة بعد ثمان، فلحقه وقتله، واستعاد أهله وماله.
تتمة: أنشد المصنف بعد هذا البيت بيتين من ألفية ابن معطي لجواز حذف "لا" و"ما" من جواب القسم، قال شارحه أبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد ابن أبي المعالي الشهير بابن الخباز، وهو شرح مختصر: وما رأيت في كتب النحو إلا حذف "لا"، وقد ذكر يحيى، يعني ابن معطي ناظم الألفية حذف "ما"، وقال لي شيخنا: لا يجوز، لأن التصرف في "لا" أكثر من التصرف في "ما". انتهى. وحكى الجواز عن جماعة أبو عبدالله محمد بن أحمد بنم محمد الشهير بالشريشي في شرح ألفية ابن معطي قال: واعلم أن جمهور النحويين المتقدمين يقولون: لا يحذف من الجواب إلا "لا" دون "ما"، وذهب الجرجاني إلى جواز حذف "ما"، وتبعه على ذلك ابن الدهان، وقال: لا أرى للصروف عنه وجهاً إلا قلة الاستعمال أو احتراماً لـ "ما" الحجازية عن الحذف، وظاهر كلام أبي زكريا الناظم موافقتهما، لأنه ذكر حذف الحرف بعد ذكرهما ولم يفصل بينهما، وإن كان إنما مثل بـ "لا". قال الجرجاني: والذي سوغ حذف هذين الحرفين تصرفهم فيهما بالزيادة، فجعلوا حذفهما تقابلاً لزيادتهما: فكما ساغ زيادتهما، ساغ حذفهما، وقال الآخرون: إنما سوغ حذف "لا" في القسم أنها تحذف في غير القسم كثيراً، ومن ذلك قول الشاعر:
وقولي إذا ما أطلقوا عن بعيرهم ... البيت
أي: لا تلاقونه، وقيل في قول الله عز وجل:(يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا)[النساء/ ١٧٦]، إن "لا" منه محذوفة تقديره: أن لا تضلوا، فلما ساغ حذفها في غير القسم وكثر، كان في القسم الذي هو موضع الحذف والاختصار أسوغ،