يلتبس المؤنث بالمذكر، والقول في هذا أنه أراد النون الخفيفة، أي: أفعلنه، ثم حذف النون لما اضطر، وأنشد أبو الحسن:
اضرب عنك الهموم طارقها .. البيت
أراد: إضربن عنك، وأنكر أبو إسحاق أن يكون معنى أفعله على النون الخفيفة. انتهى كلام ابن خلف، وقول أبي الحسن كان يجب أن تكون الفتحة على الهاء لأنها تلي الألف، أقول: الألف ساكنة وضعاً، فأي فتحة لها حتى تنقلب إلى هاء؟ ! وإنما نقلت فتحة الهاء إلى اللام بعد حذف حركتها لتكون الفتحة دليلاً على الألف المحذوفة، وكون الألف بعض الاسم ليس كذلك. قال أبو علي في "الحجة": وأما ثبات الألف في ضمير المؤنث المفرد، فليس بدال على أنه من نفس الكلمة، وإنما أحلقت للفصل بين التأنيث والتذكير كما ألحقت السين أو الشين في الوقف قي قولهم: أكرمتكس وأكرمتكش، في بعض اللغات لذلك، فكما أنها ليسا مع الكاف كلمة واحدة، وإنما الأصل الكاف، ولحق هذان الحرفان للفصل بين التأنيث والتذكير، كذلك الألف اللاحقة لهاء الضمير في التأنيث، وقد يكون من الزوائد ما يلزم، فلا يحذف نحو نون منطلق، ونحو الألف المبدلة من التنوين في النصب في أكثر اللغات على أن ناساً أجازوا حذف هذه الألف في الوقف، قال أبو عثمان: أخبرني أبو محمد التوزي، قال: أخبرني الفراء، قال: قال: قوله:
ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله
أراد: بعد ما كدت أفعلها، يعني: الخصلة، فحذف الألف، وطرح حركة الهاء على اللام، قال: ومن كلام أهل بغداد الكسائي والفراء: "نحن جئناك به" طرح حركةالهاء على الباء، وهو يريد:"نحن جئناك بها"، وهذا الذي حكاه أبو عثمان ليس بالمتسع في الاستعمال، ولا المتجه [في القياس]، وذلك أن حركة الحرف