للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، ونحو منه قول الله تبارك وتعالى: (ومِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ولِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ) [القصص/ ٧٣]، ولم يجعل كل واحد من الليل [والنهار] لكل واحد من السكون والابتغاء، وإنما جعل الليل للسكون، والنهار للابتغاء، فخلط الكلام اكتفاء بمعرفة المخاطبين بوقت السكون من وقت الابتغاء. إلى هنا كلام ابن جني.

والبيت من أبيات لتأبط شراً، أوردها أبو تمام في "الحماسة" وهذا أولها:

إذا المرء لم يحتل وقد جد جده ... أضاع وقاسى أمره وهو مدبر

ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلاً ... به الخطب إلا وهو للقصد مبصر

فذاك قريع الدهر ما عاش حول ... إذا سد منه منخر جاش منخر

أقول للحيان وقد صفرت بهم ... وطابي ويومي ضيق الحجر معور

هما خطتا إما إسار ومنة .. البيت

وأخرى أصادي النفس عنها وإنها ... لمورد حزم إن فعلت ومصدر

فرشت لها صدري فزل عن الصفا ... به جؤجؤ عبل ومتن مخصر

فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا ... به كدحة والموت خزيان ينظر

فأبت إلى فهم وما كدت آيباً ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

وخبر هذه الأبيات: أن تأبط شراص كان يشتار عسلاً في غار من بلاد هذيل، وكان يأتيه كل عام، وإن هذيلاً ذكر لها ذلك، فرصدته، حتى إذا جاء هو وأصحابه تدلى، فدخل الغار، فأغارت هذيل على أصحابه وأنفروهم، ووقفوا على الغار، فحركوا الحبل فأطلع رأسه، فقالوا: اصعد، قال: فعلام أصعد! على الطلاقة والفداء؟ قالوا: لا شرط لك، قال: أفتراكم آخذي وقاتلي وآكلي جناي،

<<  <  ج: ص:  >  >>