للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهب الضرب ففيه معنى لطيف, لأنك إذا ضربت الواحد في الستة رجع إلى وراء, فيكون المعنى أن هذا الليل إلى الوراء فلا يتصرم آخره, كما قال الشاعر:

تطاول هذا الليل حتى كأنما ... إذا ما انقضى تثنى عليه أوائله

وقال أبو اليمن الكندي: أجود ما قيل فيه أن يكون أراد: واحدة أم ست في واحدة, على أن تكون في ظرفًا للست, فتصير سبع ليال, ولا يريد بها ضرب الحساب وخص هذا العدد لأنه أراد ليالي الدهر كله, لدوران الأسابيع فيه متتابعة إلى يوم القيامة, أي: أهذه الليلة واحدة, أم ليالي الدهر كلها جمعت في هذه الليلة الواحدة حتى طالت وامتدت إلى يوم القيامة؟ هذا كلامه.

وأبو القاسم هذا كان عصري المتنبي, وابن جني ألف كتابه هذا باسم بهاء الدولة بن بويه, قال في ديباجته: وكان بعض أكنفاء خدمته, واغدياء نعمته, التمس من عثمان بن جني استخلاص أبيات المعاني من ديوان شعر المتنبي, وتجريدها ليقرب تناولها, فأجابه إلى ما طلب, وفعل بقدر إمكانه, ثم قرأه على أحد من تصرف في جلائل الأمور وسياسة الجمهور, فوقعت منه على صواب وخطأ, فأملت فيه كتابًا ترجمته بالواضح في مشكلات شعر المتنبي. انتهى المراد منه.

وتبعه فيما قاله المبارك بن أحمد المستوفي الإربلي في كتاب «النظام» وزاده توضيحًا فقال: وست في واحدة – إذا جعلتها فيها كالشيء الظرف, ولم يرد الضرب الحاسبي – سبع, وخص هذا العدد لأنه أراد ليالي الأسبوع, وجعلها اسمًا لليالي

<<  <  ج: ص:  >  >>