ما يحتاج فيه إلى حسن المطلع, وماذلك إلا أنه أول ما يقرع به الأسماع, فقال: ومن عيون قصائده التي تحير الأفهام وتفوت الأوهام, وتجمع من الحساب ما لا يدرك بالارتماطيقى, وبالأعداد الموضوعة للموسيقى: أحاد أم سداس في أحاد .. البيت, وهذا كلام الحكل ورطانه الزط, وما ظنك بممدوح قد تشمر للسماع من مادحه, فصك سمعه بهذه الألفاظ الملفوظة والمعاني المنبوذة! أي هزة تبقى هناك, وأي أريجية تثبت! هذا وقد خطأه في المعنى واللفظ كثير من أهل اللغة وأصحاب المعاني, حتى احتيج في الاعتذار له, والتفصي عنه إلى كلام لا يستأهله هذا البيت, ولا يتسع له هذا الباب, انتهى.
وقول المصنف: استعمال أحاد وسداس بمعنى واحدة وست, أما أحاد فقد قال ابن بري فيما كتبه على «درة الغواص»: إنه قد ورد في كلام العرب بمعنى واحد كقوله:
منت لك أن تلاقينا المنايا ... أحاد أحاد في الشهر الحلال
وأما سداس بمعنى ست فقد حكى صاحب «القاموس»: إزار سديس وسداسي: طوله ستة أذرع, فلولا أن سداس ثابت في كلامهم ما نسبوا إليه, وإن كان استعماله قليلا, على أنه ما المانع من أن يكون أحاد وسداس في البيت بمعنى واحدة واحدة, وست ست, باحتمال أن المتنبني قصد التقسيم, والمعنى الإخبار عن ليلة فراقه للأحبة بأنها منقسمة إلى واحدة واحدة, أي: أن كل