للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسؤال في زيد وعمرو, لأن السائل يلتتمس تعيين واحد منهما, ولا سؤال عن عندك, لأنه قد عرف أن أحدهما عنده, وإذا قيل: أعندك زيد أم عمرو؟ وصار الذي يلي الألف «عند» وليس بعديل عمرو الذي ولي «أم» وهو وإن كان حسنًا جائزًا لاستواء: ألقيت زيدًا, وأزيدًا لقيت؟ فليس كحسن: أزيدًا لقيت أم بشرًا. لأنه مع صحة المبنى أعدل لفظًا, وهو مما تختار العرب. انتهى.

وقول المصنف: وأظهر الوجهين الاتصال .. الخ, هذا زائد على ما في «أمالي» ابن الحاجب, وهو من تصرفه. وقوله: واعلم أن هذا البيت اشتمل على لحنات .. الخ, أخذ هذا من «درة الغواص» للحريري, قال فيها: ونسب إلى أنه وهم في أربعة مواضع في هذا البيت, أحدها: أنه أقام أحاد مقام واحد, وسداس مقام ستة. والموضع الثاني: أنه عدل بلفظة ست إلى سداس, وهو مردود عند أكثر أهل اللغة. والثالث: أنه صغر ليلة على لييلة, والمسموع في تصغير لييليلة. والرابع: أنه ناقض كلامه, لأنه كنى بتصغير الليلة عن قصرها, ثم عقب تصغيرها بأن وصفها بالامتداد إلى يوم التناد. انتهى.

وقوله: وهم, مضارعه يوهم وهمًا, مثل غلط غلطًا وزنًا ومعنى, واللحن: مصدر لحن في كلامه لحنًا من باب تقع: أخطأ في العربية. ولا يخفى أن هذا تحامل عليه, وليس كل واحد من هذه الأربعة خطأ, إلا استعمال سداس في معنى ست, ويأتي ما فيه.

وأول من أشاع الطعن فيه الصاحب بن عباد في جملة ما عده له من السقطات, وتتبع عواره من الهفوات, لا سيما والبيت مطلع القصيدة وهو مما ينبغي التأنق فيه, فقد نقل أن الأستاذ الرئيس ذكر الشعر يومًا فقال: إن أول

<<  <  ج: ص:  >  >>