للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدهر بالإنسان دواري

ثم خفف الياء من حرامي ضرورة كما خففها القائل:

قتلت علباء وهند الجملي

فهذا أمثل مما رآه أبو حاتم، ويجب على هذا الوجه إثبات الياء في الخط.

وقوله: إني امرؤ صرعي، كان حقه أن يقول: صرعه، فيعيد إلى امرئ ضمير غيبه، لأنه اسم غيبة، ولكنه لما وقع خبرا عن ياء المتكلم، والخبر المفرد هو المخبر عنه، أعاد عليه من الجملة التي وصف بها ضمير متكلم، ونظير ذلك في التنزيل قوله تعالى: (إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [الأعراف/١٣٨] كان قياسه: يجهلون بالياء، لأنه صفة قوم، وقوم اسم غيبة، والتاء خطاب، ولكن حسن إجراء الخطاب وصفا لفوم لوقوعه خبرا عن ضمير المخاطبين، وقال أبو حاتم سهل ابن محمد: قوله: صرعي عليك حرام، المعنى: أنه حاذق بالركوب، فهذه الناقة لا تقدر أن تصرعهن وقال غير أبي حاتم: معناه: قد أتيت إليك من الإحسان ما لا ينبغي لك معه أن تصرعيني، أي: قد حرم إحساني إليك صرعي عليك، وقيل هذا البيت:

تخدي على العلات سام رأسها ... روعاء منسمها رثيم دامي

<<  <  ج: ص:  >  >>