للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهما من قصيدة في وصف ناقته، وخدي البعير يخدي خديا، ووخد يخد وخدانا ووخدا، كلاهما من السير السريع، وقوله: على العلات، أي: على ما بها من الكلال والجوع والعطش، وسام رأسها، أي: مرتفع من نشاطها، وموضع سام نصب على الحال، ولكنه أسكنه ضرورة، كقول بشر بن أبي خازم:

كفى بالنأي من أسماء كافي

فرأسها إذن مرتفع بسام دون الابتداء ارتفاع الفاعل بفعله، لأن اسم الفاعل إذا اعتمد عمل عمل الفعلن واعتماده أن يكون خبرا أو صفة أو صلة أو حالا، وروعاء: حديدة الفؤاد ترتاع من كل شيء، وانتصابها على الحال، والمنسم: للبعير كالظفر للإنسان، ورثيم: مشقوق، فعيل بمعنى مفعول، صكته الحجارة فرثمته، وأصل الرتم في الأنف، يقال: رثمت أنفه: إذا شققته حتى يسيل دمه، ولكنه استعاره للمنسم كمجلس، قوله: اقصري من القصر الذي هو الحبس، أي احبسي جولانك. إلى هنا كله كلام ابن الشجري.

وأول القصيدة:

لمن الديار غشيتها بسخام ... فمعايتين فهضب ذي أقدام

دار لهند والرباب وفرتني ... ولميس قبل حوادث الأيام

عوجا على الطليل المحيل لأننا ... نبكي الديار كما بكى ابن حذام

ومجدة نسأتها فتكمشت ... رتك النعامة في طريق حام

تخدي على العلات ... البيتين

وبعدهما:

فجزيت خير جزاء ناقة واحد ... ورجعت سالمة القرا بسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>