للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذات زؤد، وهو الفزع، فمن نصب مزؤودة، فإنما أراد المرأة، ومن خفض أراد الليلة، وجعل الليلة ذات فزع، لأنه يفزع فيها

وقال ابن جني في "إعراب الحماسة": إنما جعل مذعورا، وأكثر ما يقولون: إذا اتسعوا: يوم مضروب على قولك: ضربت ساعة، وقمت يوما، وأنت تنصب اليوم والساعة نصب المفعول به، فلما كانوا قد يأخذونه في هذا الشق، جاؤوا به أيضا مسندا إليه الفعل إسناده إلى ما يسم فاعله [وعلى قولك قبل إسناد الفعل] إليها: هذه ليلة زئدها زيد، كقولك: هذه جبة كسيها عمرو، ثم تقول: هذه ليلة مزؤودة، كقولك: [هذه] جبة مكسورة، وهذا على رواية الجر، وأما من نصب، فعلى الحال للمرأة الحامل، وفائدة ذكر الليلة في رواية النصب أن تكون بدأت بحمله ليلا وهو أنجب، وصاحبه يوصف بالشجاعة، وقد دعاهم ذلك إلى أن وصلوا أنسابهم بالليل تحققا به، قال:

أنا ابن عم الليل وابن خاله ... إذا دجا دخلت في سرباله

لست كمن يفرق من خياله

انتهى. وبه يندفع قول المصنف: لا فائدة في ذكر الليل في رواية النصب. وقوله: "فأتت به حوش الفؤاد ... البيت" تقدم شرحه في الإنشاد السادس والأربعين بعد السبعمائة، وقد بسطنا الكلام على هذه الأبيات أخر منها، ونقلنا ما للناس عليها من كلام في الشاهد الثامن بعد الستمائة من شواهد الرضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>