للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدى حمل بالباء، وهو متعد بنفسه، لأنه ضمنه معنى حبلت، قال ابن الشجري: وهو معنى قول المصنف ضمنه في الموضعين متى علقت، وقله: وهن قواعد ... إلخ نون عواقد للضرورة، وهو جمع عاقدة، وأعمله في "حبك" حكاية للحال، وإن كان ذلك فيما مضى، وهو جمع حباك، بكسر أوله: ما يشد به النطاق مثل التكة، والنطاق: شقة تلبسها المرأة، وتشد وسطها، ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، والأسفل ينجر على الأرض ليس له حجزة ولا نيفق ولا ساقان، والجمع نطق، والحجزة، بالضم: موضع التكة، والنيفق: الموضع المتسع من السراويل، والعامة تكسر النون، قال ابن خلف: قال أبو جعفر: سألت عن هذا البيت علي بن سليمان، فقال: حملن من الحبل، أي: أنهن حبلن به وهن يخدمن، وكانت العرب تستحب أن تطأ النساء وهن متعبات أو فزعات ليغلب ماء الرجل، فيجيء الولد مذكرا، فوصف أنها حبلت به وهي عاقدة حبك النطاق، والحبك: الطرائق، وقيل: الحبك: الإزار الذي تأتزر به المرأة، وقيل: الحبكة حجزة الإزار، والنطاق: المنطقة. انتهى. قال القارئ: والمهبل: المثقل باللحم، يقال: هبلة اللحم: كثر عليه وغلظ، وقيل: المهبل: المعتوه الذي لا يتماسك، ومعنى البيت: إنه من الفتيان الذين حملت بهم أمهاتهم، وهن غير مستعدات للفراش، فنشأ محمودا مرضيا لم يدع عليه بالهبل والثكل. وحكي عن بعضهم: إذا أردت أن تنجب المرأة، فأغضبها عند الجماع، ولذلك يقال في ولد المذعورة: إنه لا يطاق:

تسنمها غضبي فجاء مسهدا ... وأنفع أولاد الرجال المسهد

وقوله: حبلت به في ليلة مزؤودة: هي مفعولة من زأدته أزأده زأدا، أي أفزعته، وزئد، فهو مزؤود، أي: مذعور، قال المبرد في "الكامل": مزؤودة:

<<  <  ج: ص:  >  >>