للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفتوحة: موضعان، قال أبو حاتم: الرخين، بضم الراء المهملة، وتشديد الخاء المعجمة، قال أبو الحسن فيما كتبه على "النوادر": الذي صح عندنا: الرجين، بالجيم.

وقوله: كأنها درة .. البيت، استشهد به أبو علي في "الإيضاح" على أنهم جمعوا فعله، بالضم من المضاعف على فعل، قالوا: درة ودرر، وهي اللؤلؤة العظيمة والنعمة: الخصب والرفاهية واللين، وقوله: من نسوة .. إلخ، أشار به إلى أن حسنها متوارث، ومنعمة: صفة الدرة، وأجاز ذلك وإن كان في الحقيقة من صفة المرأة مبالغة في التشبيه، وذلك لأن الإفراط شبهها في الدرة، صارت الدرة كأنها هي: فوصفت لذلك بصفتها، ومثل ذلك قولهم: هند بدر محلى، فوصفوا البدر بالتحلية، ولذلك لم يدخلوا في الصفة تاء التأنيث، وإن كانت التحلية في الحقيقة من صفة هند، ولا يمكن أن يكون منعمة خبرا ثانيا لكان، لأنه إنما أراد إثبات النعمة لها، ومثل ذلك قول المثلم بن عمرو التنوخي:

لا تحسبني محجلا سبط الساقين أبكي أن يطلع الجمل

لأنه أراد: لا تحسبني امرأة محجلة الساقين ناعمة تبكي إذا ظلع جمل ضعفا عن المشي، إلا أنه أسقط التاء مبالغة في تشبيه المذكر بالمؤنث، وقد قيل: إنه على نية موصوف محذوفن كأنه قال: إنسانا محجلا، والأول أولى. قاله بعض شراح أبيات "الإيضاح".

وقوله: أصبح مني الشباب مبتكرا: يريد: ذهب الشاب مني، ومبتكرا، أي: سافر في بكرة النهار، وهو أغلب أوقات المسافر، وقوله: إن ينأ، أي: إن يبعد عني فقد ثوى، أي: أقام عندي عصرا بضمتين، أي: دهرا وحينا، يعني قد استمتعت بالشباب، وتلذذت به مدة، فإن ذهب عني، فلا عجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>