للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معترضة, وجملة هل على العيش .. الخ, في محل نصب بشعري علقت بالاستفهام, وخبر ليت محذوف تقديره: ليت علمي بما يسأل عنه بهذا الاستفهام حاصل, قاله الرضي. وقال ابن الحاجب: هذا الاستفهام قائم مقام الخبر كالجار والمجرور في نحو: ليتك في الدار. وقال ابن يعيش: الاستفهام ساد مسد الخبر, كسد جواب لولا مسد الخبر الذي بعده. وقال ابن الملا تبعًا للسيوطي: قال السكري: يروى: «ألا منجى» أي: هل ينجو أحد من الهرم, وعليه فلا تكون أم زائدة بل للإضراب. انتهى. أقول: الذي في نسختي: ويروى: «يا للرجال ألا منجى من الهرم» كما تقدم وهي نسخة صحيحة قرأها الإمام أحمد بن فارس صاحب كتاب «المجمل» في اللغة على الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد, وكتب على ظهر أولها سنده إلى السكري, وعلى نسختي أيضًا تكون أم للإضراب. وبعده:

أم هل ترى أصلات العيش نافعةً ... أم في الخلود ولا بالله من عشم

إن الشباب رداء من يزن تره ... يكسى الجمال ويفند غير محتشم

والشيب داء نجيس لا شفاء له ... للمرء كان صحيحًا صائب القحم

قوله: أم هل ترى .. الخ, قال السكري: أصلات جمع أصلة ووصلة, وهو اتصال العيش, وعشم: طمع. انتهى. وأقول: أم للإضراب في الموضعين,

<<  <  ج: ص:  >  >>