وإن مولاي ذو يعاتبني ... لا إحنة عنده ولا جرمه
ينصرني منك غير معتذرٍ ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمه
انتهى. وكذا روى هذا الشعر ابن بري في «أماليه» على «الصحاح» وقال: هذه الرواية هي الصواب. والمولى: ابن العم, والناصر والحليف, والمعتق والعتيق. والظاهر أن المراد هنا أحد الثلاثة الأول.
وذو: كلمة طائية بمعنى الذي محلها الرفع خبر إن, ويعاتبني: صلتها, والمعاتبة: مخاطبة الإدلال, والاسم العتاب, قال الشاعر:
ويبقى الود ما بقي العتاب
وقوله: لا إحنة: مبتدأ, وعنده الخبر, والجملة حال من فاعل يعاتبني, ويجوز أن يكون خبرًا ثانيًا لإن, والجيد أن يكون «ذو» صفة لمولاي, وإحنة خبره, وجرمة معطوف على إحنة – بكسر الهمزة وسكون الحاء المهملة بعدها نون – وهي الضغينة والحقد, والجرمة, بفتح الجيم وكسر الراء: الجرم والذنب. ووراء بالمد: من الأضداء بمعنى قدام وخلف, ويحتمل المعنيين هنا.
وقال الصفدي في «فض الختام عن التورية والاستخدام»: وقد جاء وراء بمعنى قدام, قال تعالى: (وكان وراءهم ملك يأخذ) [الكهف /٧٩] أي: أمامهم. وقال تعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي) [مريم /٥] أي: من أمامي, وقال الشاعر:
ذاك خليلي وذو يواصلني .. البيت
يريد: أمامي. انتهى كلامه. والرمي وراء: كناية عن الذب والمدافعة.