نهيتكم عن جندل القاع بعدما ... مضى الليل نوكى أرسلت والمجاهل
فقال الأخوص يرد على طارق:
أفي كل عام أنت مهدٍ قصيدةً ... يمزق مذعور بها والنعابل
كأنك خنزير يدوس بأنفه ... كناسة ما بين الزقاقين هابل
فإن تك فاتتك العلى يا ابن ديسقٍ ... فدعها ولكن لا تفتك الأسافل
ومذعور: هو ابن طارق بن ديسق, والنعابل, بفتح النون والعين المهملة وكسر الموحدة: رهط طارق, وفي طهية أيضًا شاعران كل منهما يقال له ذو الخرق, أوردهما الآمدي في «المؤتلف والمختلف» أحدهما: خليفة بن حمل بن عامر ابن حميري بنوقدان بن سبيع بن عوف بن مالك بن حنظلة, ولقب ذا الخرق بقوله:
ما بال أم حبيشٍ لا تكلمنا ... لما افتقرنا وقد تثري فنتفق
تقطع الطرف دوني وهي عابسة ... كما تشاوس فيك الغائر الحنق
لما رأت إبلي جاءت حمولتها ... غرثى عجافًا عليها الريش والخرق
قالت ألا تبتغي مالًا تعيش به ... عما تلاقي وشر العيشة الرمق
فيئي إليك فإنا معشر صبر ... في الجدب لا خفة فينا ولا ملق
إنا إذا حطمة حتت لنا ورقًا ... نمارس العيش حتى ينبت الورق
ثانيهما: شمير بن عبد الله بن هلال بن قرط بن سعيدة. ولما شرحت هذه الأبيات في أول شاهد من شواهد المحقق الرضي, لم يظهر لي تعيين قائلها من