وأقبلت إبل سحيم حتى وردت عليه, فأوردها كناسة الكوفة, فجعل يعقرها, فقال علي بن أبي طالب, رضي الله تعالى عنه: لا تأكلوا منها, فإنه مما أهل به لغير الله, وأمر فطرد الناس عنها. انتهى ما أورده القالي باختصار قليل. ومعلوم أن غالبًا وسحيمًا من أشراف التابعين, وجميع العرب كانوا حينئذ مسلمين.
وقد رفع الآمدي في «المؤتلف والمختلف» نسب ذي الخرق فقال: ذو الخرق الطهوي, واسمهك قرط, ويقال: ذو الخرق بن قرط أخو بني سعيدة بن عوف بن مالك بن حنظلة بن طهية بنت عبد شمس بن سعيد بن زيد مناة بن تميم, شاعر فارس وهو القائل:
فما كان ذنب بني مالكٍ ... بأن سب منهم غلام فسب
وفي «ضالة الأديب» أيضًا ما يقتضي أن طارق بن ديسق إسلامي, فإنه جرت قصة في دفع إبل الصدقة, فتهاجى بسيبها ابن ديسق والأخوص الرياحي - بالخاء المعجمة - فإن ابن ديسق هجا بني رياح بن يربوع بقصيدة أولها: