من كل شيء فقد يقال: لا استعارة, لأن الثقل كما يكون بالأشياء المحسوسة يكون بالأمور المعقولة. وأما قول السيوطي: يصح أن تكون استعارة بالكناية, بأن شبه أمور الخلافة الشاقة بالجسم الذي يثقل حمله, وإضافتها إلى الخلافة ترشيح, وذكر الكاهل تخييل, ففاسد, لأن شرط الاستعارة المذكورة أن لا يذكر معها لفظ المشبه به, وههنا قد ذكر بلفظ العبء وأن الترشيح ذكرما يلائم المشبه به, وليست إضافته الأعباء إلى الخلافة من ذلك, وأن التخييل إثبات ما يلازم المشبه به للمشبه, والكاهل ههنا إنما أثبت لذي الخلافة, وليس هو المشبه به, على أنا نمنع أن يكون الكاهل مما يلازم الجسم الذي يثقل حمله مطلقًا, وإلا لكان الحجر العظيم ذا كاهل. والكاهل: الحارك, أو مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق, وهو الثالث الأعلى وفيه ست فقر, أو ما بين الكتفين, أو موصل العتق في الصلب, كذا في «القاموس»: وشدته بحيث يقوى لحمل تلك الأعباء, كناية عن كفاية الممدوح للإمامة العظمى, لأن شدة الرجل في العادة باعتباره. هذا كلامه, ومن خطه نقلت.
وقوله: أضاء سراج الملك .. الخ, أراد به وضوح استحقاقه ولياقت بالمك, والجبينان: حرفان يكتنفان الجبهة من جانبيها, لإيما بين الحاجبين مصعدًا إلى قصاص الشعر, أو حروف الجبهة ما بين الصدغين متصلًا بحذاء الناصية, كله جبين, كذا في «القاموس». وغداة: ظرف أضيف إلى جملة تناجى قوابه, وتناجى: مضارع ناجاه إذا ساره, وأصله: تتناجى, فهو على حكاية الحال الماضية, وقبلت القابلة الولد, من باب تعب: تلقته عند خروجه, قبالة بالكسر, والجمع قوابل, فهو جمع قابل لا غير, كامرأة حائض, يقول بأن استحقاقه حين وضعت أمه وتناجت القوابل بنجابته, كقول الآخر: