للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«وجدت» بدل «رأيت» فإن كانت وجد بمعنى علمو فهي متعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر, وإن كانت بمعنى أصاب أو صادف, فمتعدية إلى واحد وهو الوليد, والمنصوبان بعده حالان. والأعباء: جمع عبء, بكسر المهملة وسكون الموحدة بعدها همزة, وهو الحمل وزنًا ومعنى. وروي بدله «بأحناء» جمع حنور, بكسر المهملة وسكون النون, قال الأزهري في «التهذيب»: قال الليث: الحنو كل شيء فيه اعوجاج والجميع الأحناء, تقول: حنو الحجاج, وهو عظم الحاجب, وحنو الأضلاع, وكذلك في الإكاف والقتب والسرج والجبال والأودية, وكل منفرج واعوجاج حنو. وأحناء الأمور: أطرافها ونواحيها, قال الكميت:

وآلوا الأمور وأحناءها ... فلم يبهلوها ولم يهملوا

أي: ساسوها ولم يضيعوها, وأحناء الأمور: مشتبهاتها, قال النابغة:

يقسم أحناء الأمور فهارب ... وشاصٍ عن الحرب العوان ودائن

قال الدماميني: وأعباء الخلافة: أحمالها, وهذه استعارة تحقيقة, شبه أمور الخلافة وما يحتاج إليه فيها من سداد النظر, وحسن السياسة, والقيام بمصالح الأمور, بالأحمال الثقيلة التي لا ينال الغرض منها إلا بعد نقلها من المحل التي هي مطروحة فيه. والكاهل: ما بين الكتفين, ويقال له الحارك. وشدته بحيث يحمل تلك الأعباء كناية عن كفاية الممدوح للإمامة العظمى. وأهليته لها. انتهى.

قال ابن الملا: هذا ظاهر تفسير الأعباء بالأحمال, وأما إذا فسرت بالأثقال

<<  <  ج: ص:  >  >>