يقصر باع العاملي عن العلى ... ولكن أير العاملي طويل
فقال له عدي:
أأمك كانت أخبرتك بطوله ... أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول
فقال: لا, بل لم أدر كيف أقول, فوثب العاملي إلى رجل الوليد يقبلها وقال: أجرني منه, فقال الوليد لجرير: لئن شتمته لأسرجنك وألجمنك حتى يركبك, فيعيرك بذلك الشعراء. فكنى جرير عن اسمه فقال: إني إذا الشاعر المغرور حر بني .. إلى آخر الأبيات الخمسة, وفيها قبل البيت الشاهد:
أقصر فإن نزارًا لن يفاخرهم ... فرع لئيم وأصل غير مغروس
وقال ابن السيد البطليوسي في «شرح أبيات الجمل الزجاجية»: كان سبب قوله أنه دخل على الوليد بن عبد الملك, وعدي بن الرقاع العاملي ينشد قصيدته التي أولها:
عرف الديار توهمًا فاعتادها ... من بعد ما شمل البيلى أبلادها
فلما فرغ من إنشاد القصيدة قال: كيف تسمع يا ابن الخطفى؟ قال: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: عدي بن الرقاع [العاملي] , فقال له جرير: الذين قال الله تعالى فيهم: (وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة * تصلى نار حامية)[الغاشية/ ٣,٤] فقال له الوليد: لا أم لك! أتقول هذا لمن يمدح أحياءنا, ويؤبن موتانا؟ ! فقال جرير:
يقصر باع العاملي عن العلى .. البيت
فقال العاملي:
أأمك كانت أخبرتك بطوله ... أم أنت امرؤلم تدر كيف تقول