للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه اسم جنس نكرة بمنزلة ابن رجل, ولم يجعل علمًا بمنزلة ابن آوى وغيره, فلذلك خالفه في دخول الألف واللام على ما أضيف إليه. ضرب هذا مثلًا لنفسه, ولمن رام مقاومته في الشعر والفخر, لأن ابن اللبون – وهو الفصيل الذي نتجت أمه غيره فصارت لبونًا – إذا لزم, أي: شد, في قرن, وهو الحبل, ببازل من الجمال قوي, لم يستطع صولته ولا مقاومته في سيره. والقناعيس: الشداد, واحدها قنعاس. انتهى كلامه.

والبيت من قصيدة لجرير, هجا بها بني تيم, رهط عمر بن لجأ التيمي, وهذه الأبيات منها:

إني إذا الشاعر المغرور حربني ... جار لقبر على مران مرموس

قد كان أشوس أباء فأورثنا ... شغبًا على الناس في أبنائه الشوس

نحمي ونغتصب الجبار نجنبه ... في محصد من حبال القد مخموس

لا يستطيع امتناعًا فقع قرقرةٍ ... بين الطريقين بالبيد الأماليس

وابن اللبون إذا ما لز في قرنٍ ... البيت

قوله: إني إذا الشاعر المغرور, هذا تعريض بعدي بن الرقاع العاملي, ووجهه – كما قال الأصفهاني في «الأغاني» -: أن جريرًا دخل على الوليد بن عبد الملك, وعنده عدي بن الرقاع العاملي, فقال الوليد لجرير: أتعرف هذا؟ قال: لا يا أمير المؤمنين, قال الوليدك هذا عدي بن الرقاع, فقال جرير: شر الثياب الرقاع! ممن هو؟ قال: العاملي, فقال جرير: الذي يقول الله تعالى: (عاملة ناصبة * تصلى نار حامية) [الغاشية/٣] ثم قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>