للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت من البديع: الاحتباك, وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني, ويحذف من الثاني ما أثبت نظيره في الأول, فإن التقدير فيه: وإني لتعروني لذكراك فترة وانتفاضة, كفترة العصفور وانتفاضته. فحذف من الأول الانتفاض, لدلالة الثاني عليه, وحذف من الثاني الفترة, لدلالة الأول عليه. انتهى. وقد شرحنا هذا البيت بأكثر مما هنا في الشاهد الخامس بعد المائتين, وبسطنا ترجمة أبي صخر الهذلي.

وقوله:

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها .. البيت

قال المرزوقي: يجوز أن يريد به سرعة تقضي أوقات الوصال بينهما, وأنه لما انقضى الوصل عاد الدهر إلى حالته في السكون والبطء, وهذا على عادتهم في استقصار أيام السرور واللهو, واستطالة أيام الفراق والهجر, ويجوز أن يريد بسعي الدهر سعاية أهله, وإيقادهم نار الشر بينهما بالنمائم والوشايات, وأنه لما فترت أشواقهم بالتهاجر الواقع بينهما, وحصل مرادهم فيما طلبوه من الفساد بينهما, سكنوا. وكما أراد بسعي الدهر سعي أهله كذلك, أراد بسكون الدهر سكون أهله. انتهى. ولا يخفى أن المتبادر من السياق إلى الفهم إنما هو المعنى الثاني.

وأبو صخر: اسمه عبد الله بن سالم السهمي الهذلي, شاعر إسلامي في الدولة المروانية, كان متعصبًا لبني مروان ومواليًا لهم, وله في عبد الملك بن مروان وأخيه عبد العزيز مدائح كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>