للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أألحق أن دار الرباب تباعدت ... أو انبت حبل أن قلبك طائر

وقال النابغة الجعدي:

ألا أبلغ بني خلف رسولًا ... أحقًا أن أخطلكم هجاني

وكل هذه البيوت سمعناها من أهل الثقة هكذا, والرفع في جميع هذا جيد قوي, وذلك أنك إن شئت قلت: أحق أنك ذاهب, وأكبر ظني أنك منطلق, تجعل الآخر هو الأول. انتهى كلام سيبويه. قال السيرافي: إذا قلت: أحقًا أنك ذاهب, ففيه الرفع والنصب: فالرفع على الابتداء والخبر, فإذا قلت: أحق أنك ذاهب, فتقديره: أحق ذهابك, وأكبرظني ذهابك, وجهد رأبي ذهابك. والنصب على تقدير هذه الأشياء ظروفًا. ورفع أنك بالابتداء, وذلك أنك إذا قدمت هذه الأشياء ونصبتها فلا وجه لنصبها غير الرظف, ورفع أن, ويكون التقدير فيها: أفي زمن حق أنك ذاهب, ثم حذف زمن, كما قيل: سير عليه مقدم الحاج, يريد: زمن مقدم الحاج, ثم حذف المضاف, وأقيم المضاف إليه مقامه, وقد تبين من كلام العرب أنها في مذهب الظرف بدخول في عليها, قال أبو زبيد:

أفي حق مواتاتي أخاكم ... بما لي ثم يظلمني الشر يس

وتبين أن أن في موضع رفع بقوله:

أحقًا بني أبناء سلمى بن جندل ... تهددكم إياي وسط المجالس

فرفع تهددكم. انتهى كلامه. قال الأعلم: ومعنى استقلوا: نهضوا مرتفعين مرتحلين. والنية: الجهة التي ينوونها, يصف افتراقهم عند انقضاء المرتبع,

<<  <  ج: ص:  >  >>