للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصمعي أن النحويين غيروه, وأن الرواية: «من يفعل الخير فالرحمن يشكره» وأورده ابن عصفور في «الضرائر» قال: ومنه حذف الفاء من جواب الشرط إذا كانت جملة اسمية, أو فعلًا مرفوعًا, لأنه إذ ذاك في تقدير جملة اسمية, نحو قوله:

من يفعل الحسنات الله يشكرها

وقوله:

أأبي لا تبعد فليس بخالدٍ ... حي ومن تصب المنون بعيد

يريد: فهو بعيد. وقوله:

إنك إن يصرع أخوك تصرع

يريد: فأنت تصرع. وقوله:

فقلت تحمل فوق طوقك إنها ... مطبعة من يأتها لا يضيرها

يريد: فهو لا يضيرها. انتهى. وقال النحاس في «شرح شواهد سيبوية» عند هذا البيت: أبو العباس المبرد يجيز حذف الفاء في الشعر, وقال أبو الحسن: هو عندي جائز في الكلام إذا علم, ومنه قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) [الشورى/٣٠] وقرئ: (بما كسبت) فاستدل بهذا على أن الفاء محذوفة, ومنه قوله تعالى: (إن ترك خيرًا الوصية للوالدين) [البقرة/١٨٠].

قال أبو الحسن: حدثني محمد بن يزيد قال: حدثني المازني أن الأصمعي قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>