للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا البيت غيره النحويون, والرواية: «من يفعل الخير فالرحمن يشكره» انتهى كلامه.

وأبو الحسن قال هذا فيما كتبه على «نوادر أبي زيد» قال: أخبرنا أبو العباس عن المازني عن الأصمعي أنه أنشدهم: فالرحمن يشكره, قال: فسألته عن الرواية الأولى, فذكر أن النحويين صنعوها, ولهذا نظائر ليس هذا موضع شرحها. انتهى.

وهذا مردود, لأنه طعن في الرواة العدول, لا سيما سيبويه, فإنه ذكره في كتابه. وأغرب منه ما نقله ابن المستوفي قال: وجدت في بعض نسخ «الكتاب» في أصله: قال أبو عثمان المازني: خبر الأصمعي عن يونس قال: نحن عملنا هذا البيت, وقال الكرماني في شرح أبيات «الموشح»: قال المازني في كتاب «علل النحو»: سمعناهم ينشدون البيت: «من يفعل الخير فالرحمن يشكره» قال: وقال الأصمعي: قال يونس: نحن صنعنا هذا البيت الذي نسب إلى كعب, سألنا الأعراب عنه فأنشدونا كما صنعناه, قال الأصمعي: فقلت له: كيف كنتم تنشدونه؟ فقال: «من يفعل الخير فالرحمن يشكره» انتهىز

وقد تبع ابن مالك أبا الحسن في جواز حذف الفاء في الكلام, قال في «شواهد التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح»: قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لسعد رضي الله تعالى عنه: «إنك إن تركت ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة» وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم لأبي بن كعب: «فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها» وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم لهلال بن أمية: «البينة وإلا حد في ظهرك» قلت: تضمن الحديث الأول حذف الفاء والمبتدأ معًا من جواب الشرط, فإن الأصل: فهو خير. وهو مما زعم النحويون أنه مخصوص بالضرورة, وليس مخصوصًا بها, بل يكثر استعماله في الشعر, ويقل في غيره. ومن خص هذا الحذف بالشعر حاد عن التحقيق, وضيق حيث لا تضيق, بل هو

<<  <  ج: ص:  >  >>