كانت الليلة القابلة أتته امرأته فوقع عليه, فقال: هذا حر معروف وكأنه استنكره. انتهىز
وقال الجاحظ في «البيان»: كانت العرب تعظم شأن لقمان بن عاد الأكبر والأصغر لقيم بن لقمان في النباهة والقدر, وفي العلم, وفي الحكم, وفي اللسان, وفي الحلم, وهذان غير لقمان المذكور في القرآن على ما يقول المفسرون, ولارتفاع قدره وعظم شأنه, قال النمر بن تولب, وأنشد هذه الأبيات الثلاثة. وقال: وذلك أن أخت لقمان, قالت لامرأة لقمان: إني امرأة محمقة ولقمان رجل محكم منجب, وأنا في ليلة طهري فهبي لي ليلتك, ففعلت, فباتت في بيت امرأة لقمان, فوقع عليها فأحبلها بلقيم, فلذلك قال النمر بن تولب ما قال. والمرأة إذا ولدت الحمقى فهي محمقة, ولا يعلم ذلك حتى يرى ولد زوجها من غيرها أكياسًا. انتهىز
وقال العيني: ويروى أن لقمان كان لا يولد له, فقالت امرأته لأخته: أما ترين لقمان في قوته وعظم خلقه لا يولد له, قالت: فما الحيلة؟ قالت امرأته لأخته: تلبسين ثيابي حتى يقع عليك في الظلمة, ففعلت فواقعها فولدت منه, وسمي لقيمًا, بضم اللام وفتح القاف, وكان من أحزم الناس.
ولقيم: مبتدأ. وقوله من أخته: خبره. وفي قوله: «فكان ابن أخت له وابنما» دليل على جواز تعاطف الخبرين المستقل كل منهما بنفسه. وابن: هو ابن زيدت فيه الميم. وقوله: ليالي حمق .. الخ, بضم الحاء وتشديد الميم, قال ابن حبيب: أي: اسكر حتى ذهب عقله. انتهى. ورواه المفضل «حمق» بفتحتين, وزعم أنه يقال: حمق إذا شرب الخمر, والخمر يقال لها: الحمق.