يعيش الفتى في النَّاس إما مشيَّعًا ... على الهمَّ أو هلباجة متنعِّما
والبيتان من قصيدة طويلة، عدتها أربعة وأربعون بيتًا للمثقَّب العبدي، أوردها المفضل في "المفضليات" وبعدها:
وما أدري إذا يمَّمت أمرًا ... أريد الخير أيهما يليني
أالخير الذَّي أنا أبتغيه ... أم الشَّر الذي هو يبتغيني
وهذا آخر القصيدة، ولم يذكر فيها المخاطب بهما من هو، وكأنه محذوف منها.
وقوله: فإما أن تكون، في تأويل مصدر مرفوع خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره: إما شأنك كونك أخًا بحق، وإما كونك عدوًا ظاهرًا، أو يجوز أن يكون في تأويل مصدر منصوب مفعولًا لفعل محذوف، والتقدير: اختر إما كونك أخًا، وإما كونك عدوًا، كما قال الآخر:
تخيَّر فإمَّا أن تزور ابن ضابئٍ ... عميرًا وإمَّا أن تزور المهلَّبا
وقوله "بحق" نائب عن المفعول المطلق، أي: إما أن تكون أخي كونًا ملتبسًا بحق. وقال العيني: هو صفة لأخي، وهو غلط في المسألة. وقوله: فأعرف بالنصب: معطوف على تكون، ومنك: في موضع الحال