عذر، وإلى ما هو نذر، أي: تخويف. وأما (لعلَّه يتذكَّر أو يخشى) و (لعلهَّم يتَّقون أو يحدث لهم ذكرًا)"فأو" فيهما للإباحة، لأن المترجي طالب وقوع أحد الأمرين: التذكر، وهو التوبة، أو الخشية والاتقاء، لما في كل واحد منهما من الانكفاف عن الكفر، أو مجموعهما، لأن ذلك أبلغ في الانكفاف، والترجي في الآيتين مصروف إلى البشر.
وأما "أو رياحًا" فالمعنى: على أحد القبيلتين، وأما "أو عفاق" فأو فيه لإثبات أحد الشيئين في وقت دون وقت، وكأنه قال: بكيت على بجير مرة وعلى عفاق أخرى.
وأجاب النحاس عن بيت ابن أحمر بأن معناه: أو شهرين ونصف، وفيه تكلف، إذ فيه حذف معطوف وحرف عطف. وأما "أو عليها فجورها" فأو فيه للإبهام، لأنه قد علم ما حاله أهو تقي أم فاجر. هذا كلامه، وهو في الأصل جواب ابن عصفور، كما نقله تلميذه ناظر الجيش. ويأتي بقية الأجوبة واحدًا بعد واحد.
والبيت من قصيدة لتوبة بن الحميَّر وأولها:
نأتك بليلى دارها لا تزورها ... وشطَّت نواها واستمرَّ مريرها
يقول رجال لا يضيرك نأيها ... بلى كلُّ ما شفَّ النُّفوس يضيرها
أليس يضير العين أن تكثر البكا ... ويمنع منها نومها وسرورها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها