وقد رابني منها صدود رأيته ... وإعراضها عن حاجتي وبسورها
وقد زعمت ليلى بأنِّي فاجر ... . . . . البيت
وقوله: نأتك بليلى دارها: الباء للتعدية، أي: جعلت الدار ليلى نائبة عنك، وهذا من المقلوب؛ والأصل: نأت عنك ليلى بدارها، وشطت: بعدت، والنوى: النية التي ينويها المسافر، والمرير: المرارة، وضاره ضيرًا؛ من باب باع: أضرّ به، وسّفه الهم، هزله. ورابني: أوقعني في الريبة، وهي الظنة والتهمة، والسفور: مصدر سفرت المرأة: إذا كشفت عن وجهها، والبسور: تقليب الوجه والتعبيس.
وليلى: هي ليلى الأخيلية بنت عبد الله بن الرَّحّالة بن كعب بن معاوية، ومعاوية: هو الأخيل بن عبادة.
روى المرزباني في كتاب "النساء الشواعر" أن الحجاج قال لها: يا ليلى: أنشديني بعض شعر توبة، قالت: وأي شعره أحب إليك؟ قال: لها قوله:
نأتك بليلى دارها لا تزورها
فأنشدته القصيدة، فقال لها: ما الذي رابه من صدودك يا ليلى؟ قالت: أصلح الله الأمير! إنه لم يرني قط إلا مبرقعة، فأرسل إلي رسولًا أنه ملمّ بنا، وفطن الحي برسوله، فلما رأيته سفرت، فلما رأى ذلك انصرف، قال: قاتلك الله يا ليلى! فهل كان بينكما ريبة قط؟ فقالت: أصلح الله الأمير! لا، إلا أنه قال مرة قولًا عرفت أنه خضع لبعض الأمر، فقلت له:
وذي حاجة قلنا له لاتبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا نبتغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وخليل
قال: فما كان بعد ذلك؟ قالت قال: لصاحب له: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة بن عقيل فاهتف به: