للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو زياد أيضًا: الخارب: الذي يأخذ النعم من الشام، فيستاقها، ثم يبيعها باليمن، ويأخذها من اليمن، فيبيعها بالشام، وهو الطراد، لا ندعوه لصًا، هو أرفع عندنا من اللص، واللص عندنا: السارق الذي يسرق من البيت، والطريق، ومتاع الناس.

وهذا الذي قاله أبو زياد غير صحيح، لأن أبا رياش قال: الخارب: الذي يسرق الإبل، واللص لا يقال له خارب، وهذا هو القول الصحيح لا قول أبي عمرو، وأبي زياد، لأن الراجز يقول:

والخارب اللصُّ يحبُّ الخاربا ... وتلك قربى مثل أن تناسبا

أن تشبه الضرائب الضرائبا

فأما قول الآخر:

ائت الطريق واجتنب أرماما ... إنّ بها أكتل أو رزاما

خويربين ينقفان الهاما ... لم يتركا لمسلم طعاما

فإنما وصفهما مع سرقتهما الإبل بالنهم، لأنهما يسرقان طعام الناس، والعرب تعد أكل مخ الرأس من النهم، ولذلك يقول شاعرهم:

ولا يسرق الكلب السَّروق نعالنا ... ولا ينتقي المخَّ الَّذي في الجماجم

ومما يدلك على صحة قول شيخنا أبي رياش، وفساد قول الشيخين، رحمهم الله، قول قسام بن رواحة السنبسي:

<<  <  ج: ص:  >  >>