للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: وكان الأصمعي يروي "شراع" بالشين المكسورة معجمة، يريد: التي شرعت في الماء، وروى غيره: "سراع" بالسين غير معجمة، وهما جمع شارعة وسريعة، والرواية الثانية أجود للتأسيس، ولما كان الحمام اسم جنس، يفرق بينه وبين واحده بالتاء، جاز أن يعتبر جمعًا ومفردًا، كما هنا، فباعتبار الجمعية قال: سراع، وباعتبار الإفراد قال: وارد، والورود: الوصول إلى الماء، سواء دخل فيه أم لا، والثمد، بفتحتين: الماء القليل.

وهذا البيت من شواهد سيبويه، قال الأعلم: الشاهد فيه إضافة وارد إلى الثمد على نية التنوين والنصب، ولذلك نعت به النكرة مع إضافته إلى المعرفة، إذ كانت إضافته غير محضة انتهى.

وقوله: يحفُّه جانبًا نيق ... إلخ، حفه: أحاط به، و"الهاء" ضمير الحمام، وجانبا: مثنى جانب مضاف إلى النيق، بكسر النون، قال ابن قتيبة في "أبيات المعاني": النيق: الجبل، يقول: كان الحمام في موضع ضيق قد ركب بعضه بعضًا، فهو أشدّ لعدّه، وقوله: وتتبعه، المستتر ضمير الفتاة، والهاء للحمام، ومثل: مفعوله، صفة لموصوف مقدر، قال ابن قتيبة: أي: تتبعه عينًا مثل الزجاجة، لم تكحل تلك الفتاة من الرمد، أي: لم يكن بها رمد فتكحل منه، مثل قول الآخر:

<<  <  ج: ص:  >  >>