للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحمام قال ابن قتيبة في "أدب الكاتب": يذهب الناس إلى أنها الدواجن التي تستفرخ في البيوت، وذلك غلط، إنما الحمام ذوات الأطواق وما أشبهها مثل الفواخت والقماري والقطا، قال ذلك الأصمعي، ووافقه عليه الكسائي، قال حميد بن ثور:

وما هاج هذا الشَّوق إلاَّ حمامة ... دعت ساق حرّ ترحة وترنّما

فالحمامة هنا القمّرية، وقال النابغة:

واحكم كحكم فتاة الحيّ ... .. البيت.

قال الأصمعي: هذه زرقاء اليمامة نظرت إلى قطًا قال: وأما الدواجن في البيوت، فإنها وما شاكلها من طير الصحراء اليمام. انتهى.

قال ابن السيد في شرحه: ليس في بيت النابغة من الدليل على أنه أراد بالحمام القطا، مثل ما في بيت حميد من الدليل على أنه أراد بالحمامة القمرية، وإنما علم ذلك بالخبر المروي عن زرقاء اليمامة أنها نظرت إلى قطا، فقالت:

يا ليت ذا القطا لنا ... ومثل نصفه معه

إلى قطاة أهلنا ... إذن لنا قطًا ميه

وقد روي أنها قالت:

ليت الحمام ليه ... إني حمامتيه

ونصفه قديه ... تمَّ الحمام ميه

<<  <  ج: ص:  >  >>