للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرحه ابن جني في "إعراب الحماسة" فقال: لك في "منهما" وجهان: إن شئت كان على حذف المضاف، أي: لابد من أحدهما، ألا تراه قال: أو سلاسل. "أو" إنما توجب أحد الشيئين. وإن شئت كان على ظاهره لابد منها جميعًا، فصدور الرماح لمن يقتل، والسلاسل لمن يؤسر، أي: يكون بعضنا كذا، وبعضنا كذا، فإن قيل: فهذا يوجب صدور رماح وسلاسل؛ قيل: لما جعلهم صنفين مقتولًا ومأسورًا، كان لكل واحد منهما هذا أو هذا، فمن هنا دخله معنى "أو" فهو إذن كلام محمول على معناه. انتهى.

والبيت من أبيات ستة لجعفر بن علبة الحارثي، أوردها أبو تمام في أول "الحماسة" وهي

الهفي بقرَّى سحبل حين أحلبت ... علينا الولايا والعدوُّ المباسل

فقالوا لنا ثنتان لابدَّ منهما ... صدور رماح أشرعت أو سلاسل

فقلنا لهم تلكم إذن بعد كرَّة ... تغادر صرعى نوؤها متخاذل

ولم ندر إن جضنا من الموت جيضةً ... كم العمر باق والمدى متطاول

إذا ما ابتدرنا مأزقًا فرَّجت لنا ... بأيماننا بيض جلتها الصَّياقل

لهم صدر سيفي يوم بطحاء سحبل ... ولي منه ما ضمَّت عليه الأنامل

قوله: ألهفي؛ قال أمين الدين أبو علي الطبرسي في شرح "الحماسة": يجوز أن يكون منادى مفردًا، والألف زيدت للندبة لامتداد الصوت، ليكون أدل على التحسر، ويجوز أن يكون مضافًا، كأنه فرّ عن الكسرة وبعدها ياء إلى الفتحة، فانقلبت

<<  <  ج: ص:  >  >>