ألفًا كقولهم: يا غلامًا أقبل، واللهف: الأسف على الشيء بعد الإشراف عليه. انتهى.
وفي الشق الأول نظر، فإن المندوب لا يندب بألف النداء وإنما يندب مع "يا" أو "وا" لا غير.
وقال المرزوقي والتبريزي: يحتمل أن يكون مفردًا أو مضافًا، قلبت ياؤه ألفًا انتهى. يريد في الوجه الأول أنه منادى منون لكونه شبيهًا بالمضاف لتعلق الظرف به.
واقتصر ابن جني في "إعراب الحماسة" على الوجه الثاني وقال: لك، في "الباء" و"حين" أوجه من القياس: يجوز أن تعلقهما جميعًا بنفس لهفي، فلا يكون حينئذ في واحد منهما ضمير، لتعلقهما بنفس الظاهر حتى كأنه قال: أتلهف في هذا الموضع في هذا الوقت.
ويجوز أن تجعل الباء حالًا من لهفي، فإذا جعلت ذلك كذلك، علقت حين بنفس قوله:"بقرى" وذلك أن الظرف وحرف الجر إذا جرى واحد منهما صلة أو صفة أو حالًا أو خبرًا تعلق بالمحذوف وضمن الضمير، فجاز حينئذ أن يتعلق به الحال، وكل واحد من الظرفين. ويجوز أن تجعل "حين" حالًا أخرى من لهفي، فتضمنه حينئذ الضمير لتعلق بالمحذوف، فيكون للهفي حالان، كما يكون للمبتدأ خبران، ولا يجوز أن تجعل "حين" من صلة لهفى، وقد جعلت بقرَّى حالًا منه، وذلك أن الحال إذا جرت على صاحبها آذنت بتمامه وانقضائه، فلا يجوز من بعد أن تعلق به شيئًا، لأن في ذلك انتكاثًا وتراجعًا عما حكمت به من التمام، ويدل على أن الحال إذا جرت على صاحبها آذنت بتمامه؛ أن فيها شبهين يتجاذبانها، وهما الخبر والصفة، وكل واحد منهما إذا جرى على صاحبه لم يكن ذاك إلا عن وفائه وتناهي أجزائه، وهذا واضح.
ويجوز أيضًا إذا جعلت بقرى حالًا من لهفى أن تجعل حين حالًا من الضمير