الإخبار, كإظهار التحزن وإظهار التحسر, قال الصفوي في «شرح الفوائد الغيائية»: وقال الأبهري: وقد يكون للتعجب والتعجيب والاستعطاف, أو للمجازاة بالسوء, إلى أن قال: وحيث لم يرد به الإخبار, فصرح العلامة بأنه مجاز, وسنحققه إن شاء الله تعالى. وأراد بالعلامة: سعد الدين التفتازاني.
وجوز ابن الحاجب أن يكون أحيا أفعل التفضيل, قال: ويجوز أن يكون أحيا من باب أفعل التفضيل, حذف المضاف إليه استغناء عنه بما عطف عليه مما شرك بينه وبينه فيه, كأنه قال: أحيا ما قاسيت وأيسر ما قاسيت, فحذف المضاف إليه من الأول استغناء عنه بالثاني, أو حذف المضاف إليه من الثاني استغناء عنه بالأول, ثم أخر ليعتمد الثاني عليه من حيث اللفظ, كما في قولك: نصف وربع درهم, ويكون مبتدأ خبره «ما قتل» إن كانت «ما» في: ما قاسيت, بمعنى الذي, على القول بأن أفعل التفضيل يكتسب تعريفًا بالإضافة, وعلى القول بأن المعرفة تتعين بتقدمها للابتداء وإن كانت مشتقة, أو يكون خبرًا مقدمًا على القول بأن المشتق يتعين للخبر وإن كان معرفة ومقدمًا, فإن كانت ما بمعنى شيء, فخبر مبتدأ باتفاق. وأما أحيا باعتبار المعنى, فيجوز أن يكون مأخوذًا من حي الشيء: إذا كانت فيه حياة, كأنه قال: أظهر شيء فيه حياة مما قاسيته يقتل, ويجوز أن يكون مبنيًا من: أحييته إذا جعلته حيًا, كأنه قال: أظهر شيء يحيا قاسيته يقتل, والمقصود يحصل من المعنيين جميعًا, هذا كلامه برمته, وتكلفه ظاهر, ولهذا قال شيخنا الشهاب الخفاجي: وأما كونه اسمًا تفضيليًا فركيك.
ونقل ابن الملا في شرحه عن ابن الحاجب ما لم يقله قال: وعن ابن الحاجب في «أماليه» وجهان آخران, أحدهما: أن يكون الكلام خبرًا, أي: أعيش والحال أن أيسر ما قاسيت أمات غيري, كأنه يشير بذلك إلى تجلده وصبره على شدائد الحب بالنسبة إلى غيره, وثانيهما: أن يكون أحيا أفعل التفضيل, وفي الكلام تقديم وتأخير وحذف مضاف إليه, والأصل: ما قتل أحيا ما قاسيت وأيسر ما قاسيت, ولا يخفى ما في هذا الثاني من التكلف, والتزام أن يوجه قوله: