للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ما دل عليه قوله: "أو سلاسل" من الأسر، كأنه يقول: الخصلة الثانية تكون بعد الأولى التي تترك قومًا منكم صرعى.

وقوله: إن جضنا من الموت، هو بالجيم والضاد المعجمة، من جاض عنه يحيض، أي: حاد وعدل عنه، وروي بالمهملتين، من حاص عنه يحيص حيصًا وحيصة: إذا حاد وعدل عنه. قال التبريزي: قوله: كم العمر باق، كم في موضع الظرف، أي: كم يومًا العمر باق، وجملة: "والمدى متطاول" حالية، والتقدير: ولم ندر – إن جضنا ومدانا متطاول – كم العمر باق، أي: مدى رجائنا، ويجوز أن تكون الواو عاطفة، كأنه قال: لم نعلم كم العمر باق، [و] كم المدى متطاول إن جضنا، بكسر الهمزة. وفتح الهمزة أبو العلاء المعري، وكأنه ذهب إلى أن إن بالكسر لما يستقبل، وأن بفتحها لما مضى، والشاعر ذكر قصة مضت. والمأزق: مضيق الحرب، وهو مفعل من الأزق، وهو الضيق. وقوله: ولي منه ما ضمت، قال التبريزي: يروى "ضمت" بفتح الضاد، ومعناه: قبضته الأنامل، ويروى بضمها، ومعناه: قبضت عليه الأنامل، وقد ذكر هذا الشاعر هذا المعنى في بيت آخر، قال:

تقاسمهم أسيافنا شرَّ قسمة ... ففينا غواشيها وفيهم صدورها

وأراد بغواشيها أغمادها، وأخذه المتنبي فقال:

فكنت السيف قائمه إليهم ... وفي الأعداء حدُّك والغرار

وأخذه آخر فقال:

منا برهنَّ بطون الأكفِّ ... وأغمادهنَّ رؤوس الملوك

<<  <  ج: ص:  >  >>