الأول نحو: أو نحن ممن يموت. وتقول: الزمه أو يتقيك بحقك، واضربه أو يستقيم. وقال زياد الأعجم: وكنت إذا غمزت .. البيت. معناه: إلا أن تستقيم. وإن شئت رفعت في الأمر على الابتداء، لأنه لا سبيل إلى الإشراك. انتهى المراد منه. و"أو" عنده عاطفة مصدرًا على مصدر متوهم، وهي على أصلها لأحد الشيئين.
قال السيرافي:"أصل "أو" العطف حيث كانت، والفعل المنصوب بعدها على وجهين:
أحدهما: أن يتقدم فعل منصوب بناصب من الحروف، ثم تعطف عليه بأو، ومعناها أحد الشيئين، كما تعطف بها مرفوعًا على مرفوع، ومجزومًا على مجزوم، والآخر: أن يخالف ما بعدها ما قبلها، ويكون معناها مع ما بعدها معنى "إلا أن" والفصل بين هذا وبين الأول أن الأول لا تعلق له بين ما قبل "أو" وبين ما بعدها، وإنما هو دلالة على أحد الأمرين، وليس بين الأمرين ملابسة.
والوجه الثاني: الفعل الأول فيه قبل "أو" كالعام في كل زمان، والثاني كالمخرج من عمومه، ولذلك صير معناه "إلا أن"، واجتمع أو وإلا في هذا المعنى للشبه الذي بينهما في العدول عما أوجبه اللفظ الأول، وذلك أنا إذا قلنا: جاء القوم إلا زيدًا، فاللفظ الأول قد أوجب دخول زيد في القوم، لأنه منهم، فإذا قلت: "إلا" فقد أبطلت ما أوجبه الأول، وإذا قلت: جاء زيد أو عمرو، فقد وجب المجيء لزيد في اللفظ قبل دخول "أو" فلما دخلت، بطل ذلك الوجوب ولهذا المعنى احتيج إلى تقدير الفعل الأول مصدرًا، وعطف الثاني عليه بذلك التقدير على ما مضى في الفاء. انتهى.
قال في "الفاء" في نحو: "ما تأتيني فتحدثني" بالنصب: لما لم يكن عطفه على ظاهر لفظه، لئلا يبطل المعنى المقصود به، ردوه في التقدير إلى ما لا يبطل معناه، فجعلوا الأول في تقدير مصدر، وإن لم يكن لفظه لفظ المصدر الظاهر، وجعلوا الثاني مقدرًا