للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمصدر ليس بظاهر، فلذلك قدرت "أن" فعملت ولم تظهر، وكان هذا التقدير والتغيير والعدول عن الظاهر دلالة على المعنى المقصود، ولو أظهرت أن لكان المصدر قد ظهر، ولم يظهر في المعطوف عليه، وجعل التغيير لهما كالمشاكلة بينهما، فاكتفى بذلك. ويقوي هذا ما ذكره سيبويه من تقدير ما لا يتكلم به من قولك: أتاني القوم ليس زيدًا، والتقدير: ليس بعضهم زيدًا، ولا يتكلم بهذا. انتهى. وقال هناك: ويجوز الرفع فيه، فيقال: أو تستقيم، في غير هذه القصيدة، لأن "كسرت" في موضع رفع، لأنه جواب إذا، وجوابها بالفعل المستقبل رفع.

وقال أبو جعفر النحاس في شرح شواهده: يجوز رفع تستقيم بقطعه من الأول، قال سيبويه: لأنه لا سبيل إلى الإشراك، قال المبرد: الإشراك هنا جيد على الموضع في إذ، لأن الماضي معناه الاستقبال، لأن فيه معنى الشرط، قال تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ) ثم قال: (وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا) [الفرقان/ ١٠] قال أبو جعفر: الحجة لسيبويه أنه لم يرد الموضع، وإنما أراد أن يريك أنه لا يعطف المستقبل على الماضي. انتهى.

واعلم أن بعضهم أبقى كلام سيبويه على ظاهره، وقال إنه استثناء مفرغ من أعم الأوقات. منهم من جعلها تارة بمعنى إلى أو حتى أو كي، ولما رآه بعضهم بعيدًا، لأنه لم يعدها أحد من النحويين من أدوات الاستثناء، ولا من حروف الجر؛ أوله بما قاله الرضي وغيره من المحققين، بأن ما قاله سيبويه بيان معنى لا توجيه إعراب. وقد نقلنا كلامه وكلام شارحه السيرافي.

والبيت نسبه سيبويه وخدمته إلى زياد الأعجم، وهو من أبيات ثمانية هجابها المغيرة بن حبناء الحنظلي التميمي، رواها صاحب "الأغاني" في ترجمة المغيرة، وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>