للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما تعمل فيه إذا كانت في الخبر فمن ذلك قول حسان بن ثابت:

ألا طعان ألا فرسان ... .. البيت

وزعم الزَّجاي في "الجمل" أن ألا في هذا البيت للتمني، وليس كذلك، لأن البيت من الهجو، ولو كان تمنيًا لما كان ذمًا.

قال الخفاف في شرح "الجمل": ألا: هي لا النافية دخلت عليها همزة الاستفهام الدالة على التقريع والتوبيخ، وأبو القاسم الزجاجي استشهد به على أن لا هذه للتمني، وهو وهم منه وغلط. فإنه ليس في قوله: "ألا طعان ولا فرسان" تمنّ، وإنما هو توبيخ وتقريع، ونفي أن يكون لهم هذان الوصفان. وعادية: نعت لفرسان، ويمكن أن يكون فيه التمني على وجه بعيد، وهو أن يكون الهاجي تمنى أن يكون لهم طعان وفرسان، ويدلّ تمني ذلك لهم على عدمه عندهم، لأن المتمنَّي معدوم، وهو بعيد من جهة أنّ الهاجي لا يتمنى للمهجو خيرًا. انتهى.

وزعم ابن هشام اللخمي أن ألا في البيت عند سيبويه للتقرير، وعند أبي القاسم للتمني، وهو غلط، لأن التمني يفسد المعنى، وإنما قرّرهم على ما علم من أمرهم. وقال الأعلم في شرح أبيات "الجمل": قد رأيت بعضهم يقول: ألا في هذا البيت ليست للتمني، لأنه هجو، والتمني يزيل معنى الهجو، لأنه غير حقيقي، قال: وإنما هي لا النافية، دخل عليها ألف التقرير، واحتج بقول سيبويه: لا إذا دخل عليها ألف الاستفهام على معنيين، أحدهما: أن يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>